الفشل الغربي في سورية أغضب العرب (رويترز)
العرب خارج المعادلة في الاتفاقات الدولية والإقليمية
فوزي زيدان *
السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣

استشاط العرب غضباً من الاتفاق الأميركي – الروسي حول الملف الكيماوي السوري، الذي اكتفى بنزع الأسلحة الكيماوية السورية وتدميرها من دون مقاربة الأزمة السورية وإيجاد الحلول العادلة لها. ويعود الغضب إلى عدم تطرق الاتفاق إلى محاسبة النظام على جريمته باستخدام هذه الأسلحة ضد شعبه التي أودت بحياة المئات من المواطنين، وخصوصاً الأطفال، وتثبيت الرئيس بشار الأسد في السلطة أشهراً عدة من أجل تنفيذ بنوده، وإهماله معاناة السوريين المتفاقمة بسبب القصف اليومي الذي يتعرضون له من الطائرات والدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ، وما ينتج عنه من قتل وتهجير وتدمير، ما يعتبر بمثابة إشارة للأسد بمتابعة أعماله العنفية.

واعتبر العرب الغاضبون أن الاتفاق أراح إسرائيل من أسلحة كانت تخشاها ولم يرح السوريين من أسلحة تدميرية أخرى يستخدمها النظام ضدهم من دون حسيب أو رقيب، بل تركهم يواجهون مصيرهم القاتم بأنفسهم.

وتعود مخاوف العرب من الاتفاق الأخير بين الدول الدول العظمى وإيران حول الملف النووي الإيراني، إلى ما يشوب قراراته من غموض، واحتمال من أن تكون المفاوضات التي جرت بين الأميركيين والإيرانيين في مسقط قبل توقيع الاتفاق، قد أفضت إلى صفقة أو تفاهمات سرية بين الفريقين تعزز نفوذ إيران ودورها الإقليميين، ما قد يتعارض مع مصالح الدول الخليجية ويترك العراق وسورية ولبنان تحت النفوذ الإيراني. في المقابل، يحرص العرب على أن يكون الدور الإيراني عامل استقرار في المنطقة العربية لا مصدراً لتصدير الثورة وتحريك الفتن والاضطرابات تحت شعارات تخدم النفوذ الإيراني.

والاتفاق النووي هو أمر جيد بحد ذاته، إذ إنه يبعد المنــــطـــقة عن ميدان سباق التسلح بالأسلحة الــنووية، ويبعد عنها شبح الحرب الذي كـــان ماثلاً في الأفق، ويـــريـــح الشــعب الإيـــرانــي وشعوب الدول المجاورة.

ويتألف الاتفاق من ثلاث مراحل، تضمنت المرحلة الأولى -المختتَمة بتوقيعه- بناءَ الثقة بين المجتمع الدولي وإيران، بينما تتطلب المرحلة الثانية سته أشهر من المفاوضات الشاقة والمعقدة من أجل إنجاز اتفاق نهائي يحصر النشاطات النووية الإيرانية بالأغراض السلمية، أما المرحلة الثالثة فهي لرفع العقوبات الاقتصادية عن إيران وعودة الحركة الاقتصادية فيها. وتتسم أكثر بنود الاتفاق بصياغة ملتبسة تحت عنوان «الغموض البنّاء»، ما يتيح لكل فريق تفسيره وفق ما يريد، ويتيح له إمكان تجميده أو عرقلته لاحقاً. ومن النقاط الملتبسة في الاتفاق، حق إيران في تخصيب الأورانيوم، إذ لم يشر الاتفاق إليه مباشرة، ولكنه موجود بطريقة غير مباشرة في أكثر البنود التي تشير إلى منع التخصيب بنسبة 20 في المئة، وهي النسبة التي تسمح لإيران بإنتاج السلاح النووي بعد رفع هذه النسبة. ومنَعَ الاتفاق إيران من زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي عن العدد الحالي، وهو 15000 جهاز، كما فرض عليها عودة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة كل المنشآت النووية الإيرانية.

 

خطة أولى

واعتبرت الولايات المتحدة، كما جاء على لسان وزير خارجيتها جون كيري، أن الاتفاق هو خطوة أولى على الطريق الصحيح، كونَه يستند إلى فترة تجربة لستة أشهر تؤدي إما إلى اتفاق نهائي شامل إذا نجحت إيران في كسب الثقة، أو العودة إلى فرض عقوبات إضافية. كما يرى المجتمع الدولي أن الاتفاق قد يساهم في تهدئة إيران وتعزيز الأمن وتخفيف الأزمات في المنطقة. أما إيران، فتؤكد أن الاتفاق كان نصراً لها على دول عظمى حاولت تركيعها، وأنه عزز مكانتها الدولية وجعلها دولة إقليمية محورية.

وأراح الاتفاق الغرب من تداعيات حرب كان في نيته شنها على إيران لو لم تمتثل لمطالبه بوقف برنامجها النووي التسليحي، وأراح إيران من الأعباء الثقيلة لهذا البرنامج الذي أثر بشكل كبير على أوضاعها الاقتصادية والحياتية. وكما أراح الاتفاق الكيماوي السوري إسرائيل، أراحها الاتفاق النووي الإيراني أيضاً، الذي أوقف طموحات إيران في أن تتحول إلى دولة عسكرية نووية تهدد أمنها. وأضع اعتراض إسرائيل المعلن على الاتفاق في خانة الضغط على الولايات المتحدة وأوروبا من أجل عدم تخفيف العقوبات الاقتصادية على إيران قبل التثبت من تنفيذها للاتفاق تنفيذاً كاملاً.

ويعتبر غضب العرب من واشنطن نتيجة تخاذلها في دعم الثورة السورية وتركها الأزمة السورية تمتد أشهراً طويلة وإهمالها مصالح العرب في اتفاقي الكيماوي والنووي، أمراً مشروعاً ومحقّاً، كونَهم يعتبرون أنفسهم حلفاء استراتيجيين لها، لكن فات عن بالهم أن الدول العظمى لا تأخذ مصالح الدول والشعوب الأخرى في الاعتبار.

وأمام الإهمال الأميركي المتمادي للقضايا العربية المحقة، وفي مقدمها قضية فلسطين، رفعت المملكة العربية السعودية صوت الاحتجاج عالياً، محذرة من مغبة إعادة تقويم العلاقات مع الحليف الإستراتيجي، حتى الأمس القريب. ونأمل أن تدرك واشنطن خطورة إهمال المصالح القومية العربية على مصالحها الحيوية والاستراتيجية في المنطقة التي تشكل السعودية عمودها الفقري، فتقرن الكلام الذي تردده باستمرار على العلاقات الجيدة مع السعودية وبقية دول الخليج العربي، بترسيخ هذه العلاقات وتطويرها لما فيه مصلحة الجميع.

ويمكن القول إن أي اتفاقات جانبية بين واشنـطن وطهران لا تأخذ في الاعتبار المصالح العربية ستؤدي إلى إشعال المنـــطقة وتهــديد المصالح الأميركية فيها.

وأخيراً، على الدول العربية، وخصوصاً السعودية، عدم الاستكانة للكلام الأميركي المنمق، بل فرض نفسها على اللاعبين الكبار كي يكون لها الكلمة الفصل في أي قرار يتعلق بالمنطقة العربية. وعليها أيضاً انتهاج سياسة واضحة عمادها الاعتماد على القدرات الذاتية لحماية وحدتها الوطنية وأمنها القومي، والتخلي عن سياسة الاتكال على الغير.

 

* كاتب لبناني

 

 

آخر تحديث:
الجمعة ١٣ ديسمبر ٢٠١٣
حبيب حداد
السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣
حبيب حداد
الجمعة ١٣ ديسمبر ٢٠١٣
حبيب حداد
الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠١٣
طالب أميركي يطلق النار على زميلته.. ثم ينتحرجنايات القاهرة ترجئ محاكمة مبارك وآخرين إلى الأحدآلاف المتظاهرين دعماً للرئيس الأوكراني في كييفالقضاء المصري يرفض دعوى بسحب "قلادة النيل العظمى" من طنطاوي وعنانالبرلمان الإيراني يزيد سقف التوقعات من البرنامج النوويبولت يتحدى «حافلة».. ويؤكد: الفوز سهل للغايةإيطاليا ستضيف 50 مليون دولار لمساعدة النازحين السوريينطائرة تحمل جثمان مانديلا تقلع إلى منشئه لدفنه غداًالخارجية الإيرانية تستنكر مقتل 20 عامل غاز في العراق منصور: الاستفتاء الدستوري في 14 و15 ينايرالجيش اليمني يسيطر على مدينة "حاولت القاعدة احتلالها"المالكي يحذر من محاولات عزل العراق عن المحيط العربيليفاندوفسكي: ريبيري الأحق بـ «الكرة الذهبية»وفد البرلمان الأوروبي يلتقی ناشطين إيرانيين في طهرانالسودان: تعرض كبرى مدن جنوب كردفان للقصفماثيو بيري في إعادة إحياء «الثنائي الغريب»المشاركون في الحوار الوطني بتونس يفشلون في تسمية رئيس للوزراءهل يستطيع كرستيانو رونالدو كسر رقم دي ستيفانو اليوم؟إيران تعلن اعتقال "جاسوس بريطاني"سفينتان حربيتان من الصين وأميركا تتفاديان الاصطدام في بحر الصين الجنوبيجثمان مانديلا يبدأ الرحلة الأخيرة إلى أرض أجدادهبرشلونة يقترب من تجديد تعاقده مع إنييستاإيران ترسل قرداً إلى الفضاءاليمن يقول إن غارة الخميس استهدفت قيادات بتنظيم "القاعدة"ميسي يستعين بكريستيانو لمواجهة «الغزو الفضائي»سيارة ملغومة تدمر البنك الوحيد في بلدة شمال ماليجنايات القاهرة تستأنف محاكمة مبارك وتستمع إلى شهادة المشير طنطاويجنين متحجّر من أربعين عاماً في أحشاء عجوز كولومبية بان كي مون يدعو لمعاقبة مرتكبي الهجمات الكيماوية في سوريةمصر: قتيل و14 جريحاً في اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين أمسأميركا ستبقي 1500 جندي في الأردن إلى أن يتحسن الوضع الأمنياليابان ترفع توقعها للنمو المالي في 2014بان كي مون يوجه نداء للمصالحة بين المسيحيين والمسلمين في إفريقيا الوسطىالعراق: مسلحون يقتلون 18 عامل غاز بينهم 15 إيرانياً المعارضة السورية تطلب مزيداً من الدعم الخارجي وتحذر من الفوضىأميركا تجدد تحذير رعاياها من السفر إلى ليبياالبرد في السعودية يرفع مبيعات مستلزمات التدفئة 60 في المئةلقاء للمعارضة الجزائرية يستبق حملة بوتفليقةداود اوغلو: ترحيل الارمن عام 1915 غير إنسانيوفاة سفير اليمن لدى السعودية محمد الأحولايران تقطع المفاوضات النووية احتجاجاً على إضافة أسماء على اللائحة السوداءروسيل: ميسي وإنييستا باقيان إلى الموسم المقبل على الأقلاشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه في القاهرة تُوقع عدداً من المصابينمسلحون من "القاعدة" يحتجزون 120 من أكراد سورية قرب حدود تركياقصة وفاة محمد... الرضيع السوري «شهيد الصقيع والبرد»الجيش الجزائري يصادر طنين من المخدرات على الحدود مع المغرببيونسيه تفاجئ جمهورها بـ14 أغنية جديدة و17 فيديو على «آي تيونز»الكيماوي استخدم في 5 مواقع سورية وواشنطن قلقة من تفوق الجهاديينمصر: "الإخوان" يستعينون "بالأخوات" لمواجهة الدولة«برج العرب» على قائمة أحلام الصينيين التي يجب تحقيقها قبل الموتبريطانيا تستضيف اجتماعاً لمسؤولين من دول "أصدقاء سورية"المجلس التأسيسي في تونس يشرع في مناقشة قانون العدالة الانتقاليةالسجن 10 أعوام لطبيب لبناني والإعدام لشقيقه لإدانتهما بالتجسس لإسرائيل فرار جماعي من سجن في بغدادسكولاري: ميسي سألني لماذا لا أصوّت له فأجبته بأن رونالدو يستحق الجائزةغوارديولا: فوجئت بصعوبة الـ«بوندسليغا»... واللقب لم يحسمسامية البلوشية على رأس بلدية في إيران«أليكسا» تغرق الشرق الأوسط بالأمطار والثلوج... وتزيد معاناة السوريينمحكمة باكستانية تستدعي مشرف للمثول أمامها في 24 ديسمبر بقضية الخيانة العظمىروسيا تتكفل بنقل الكيماوي السوري الى ميناء اللاذقيةبرنامج الاغذية العالمي يتوقع تأمين الغذاء لأربعة ملايين سوري خلال ديسمبرلص علق في نافذة الحمّام!بيريز: من الظلم ألا يفوز كريستيانو بالكرة الذهبية... الجميع يعرف أنه «الأفضل»شاب «عشريني» وزيراً لخارجية النمساإيرلندا تغادر برنامج الإنقاذ الماليالشرطة تفرق متظاهرين إسلاميين في عدد من المدن المصريةوزير الخارجية الأميركي يتوقع استئناف المحادثات النووية مع إيران قريباًمانشستر يونايتد يخسر فان بيرسي شهراً بسبب الإصابة«نوفارتيس» تسحب من بريطانيا دواءً لعلاح البرد بسبب «عيب» في التصنيعكيري يرى اتفاقاً ممكناً بين إسرائيل والفلسطينيين نهاية أبريل اغتيال موظف مدني في وزارة الداخلية في بنغازي عشرات الآلاف في اليوم الأخير لوداع مانديلاالصين تسعى للحفاظ على استقرار السياسات الاقتصادية ومعدل النمو في 2014بايدن: لا هدايا بيني وبين أوباما في عيد الميلادوفد نيابي أوروبي في طهران لمناقشة حقوق الإنسانإيران تنتقد الخطوة الأميركية بفرض عقوبات جديدةرونالدو: أراهن على فوز ميسي بالكرة الذهبيةمحكمة بريطانية تدين ابن بليونير إماراتي.. بتهمة «خطف كلب»سانا: حملة عسكرية للجيش السوري لطرد المعارضة من عدرا العمالية قرب دمشق
[بيروت]
راسلونا إن كان لديكم أي اقتراح أو أي مشكلة.
جاري الإرسال
لقد تم الإرسال
فايسبوك كونكت Facebook Connect تخوّل للمستخدمين امكانية استعمال بيانات الدخول الخاصّة بهم على فايسبوك للدخول الى الموقع دون الحاجة للتسجيل.

كما يمكنكم ان تتصلوا بسهولة بأصدقائكم الموجودين مسبقا على فايسبوك.