مصادر إسرائيلية: واشنطن تفرج عن الجاسوس بولارد في تشرين الثاني

وديع عواودة

الناصرة ـ «القدس العربي»: نقلت مصادر إسرائيلية عن سلطة السجون الأمريكية، قرارها إطلاق سراح الجاسوس اليهودي جونثان بولارد في شهر تشرين الثاني/ أكتوبر المقبل بعد 30 عاما من اعتقاله.
وبولارد أمريكي يهودي أدين بالتجسس على الولايات المتحدة لصالح اسرائيل. وقال محاموه انه سيتم إطلاق سراحه في 20 او 21 تشرين الثاني.
يشار الى ان بولارد اعتقل في عام 1985 وحكم عليه بالسجن المؤبد بعد ادانته بالتجسس الخطير لصالح إسرائيل، من خلال قيامه بتحويل آلاف الوثائق البالغة السرية الى السفارة الإسرائيلية في واشنطن.
وقال طاقم المحامين إن بولارد سيبقى لخمس سنوات في الولايات المتحدة بعد إطلاق سراحه، لكن الرئيس الامريكي باراك اوباما يملك صلاحية السماح له بالهجرة الى إسرائيل قبل ذلك، ويتوقع ان يقوم باستغلال هذه الصلاحية.
وخلافا لما أشيع حتى الآن نفى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وجود علاقة بين قرار اطلاق سراح بولارد وبين الاتفاق النووي مع إيران. وكانت أنباء إعلامية في الولايات المتحدة وإسرائيل قد تحدثت في الأيام الأخيرة عن نية واشنطن الإفراج عن بولارد ضمن محاولاتها ترضية إسرائيل التي احتجت بقوة على اتفاق فيينا.
واضاف كيري انه طوال المفاوضات مع ايران لم يجر أي محادثة مع أي طرف بشأن بولارد. كما قال المحامون انه لا توجد أي علاقة بين إطلاق سراحه والتطورات في الشرق الأوسط.
واجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو امس، محادثة هاتفية مع استر بولارد، زوجة الجاسوس، وقال انه «بعد عشرات السنوات من الجهد سيتم اطلاق سراحه اخيرا. وأوضح أنه حرص طوال فترة اعتقاله على طرح الموضوع امام رؤساء الإدارة الأمريكية. ونحن ننتظر رؤيته خارج السجن».
نتنياهو يهزأ من كيري
وفي سياق متصل قالت صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من نتنياهو ان الأخير انتقم من كيري ومن الرئيس أوباما على خلفية موقفهما من اتفاق فيينا بعد أن تراشق معهما بهذا الخصوص. وينعكس التوتر الحاصل بامتناع كيري عن زيارة اسرائيل في زيارته الوشيكة للمنطقة.
ونوهت الصحيفة إلى انه عندما علم ان كيري سيزور الشرق الأوسط من دون ان يزور اسرائيل، قال نتنياهو بسخرية لصحافيين وهو في الطائرة في طريقه لقبرص أول من أمس: « فعلا لا يوجد أي سبب يدعو كيري للمجيء الى هنا. هذا الاتفاق لا يرتبط بنا، ولا يؤثر علينا بتاتا. نحن لسنا شركاء حول الطاولة، وإنما وجبة في قائمة الطعام «.
واعربت إسرائيل عن غضبها لقيام الولايات المتحدة بتقديم توجيهات الى الجمعيات المعادية لإسرائيل ويهود الولايات المتحدة بهدف التأثير عليهم كي يعارضوا قرار الحكومة الإسرائيلية العمل في الكونغرس ضد الاتفاق. ويرجع الغضب الى ما جاء خلال هذه التوجيهات، حسب ما وصل الى إسرائيل، وهو القول لهذه الجهات ان عليها معارضة موقف يأخذ في الاعتبار آراء أخرى مهيمنة في إسرائيل، مثلا، آراء كبار المسؤولين في الجهاز الأمني الذين يعتبرون الاتفاق جيدا.
كما يبدو فإن جهود الإدارة لدعم الاتفاق من قبل الكونغرس لا تثمر بسهولة، اذ يتبين من استطلاع للرأي نشرته شبكة CNN ان غالبية الأمريكيين يريدون من المشرعين في الكونغرس رفض الاتفاق مع إيران. وحسب الاستطلاع فإن 52% من الأمريكيين يرفضون الاتفاق مقابل 44% يعتقدون انه يجب المصادقة عليه.

وديع عواودة

Share on Facebook